تحلیل الخطاب النقدی للخطبة الـ۲۵ من نهج‌البلاغه فی ضوء المربع الإیدیولوجی لـفان‌دایک

چکیده مقاله

إنّ تقییم المستویات المختلفة للنصوص الدینیة القدیمة فی ضوء النظریات والنماذج الحدیثة یؤدّی إلى حیویة تلک النصوص وفهمها المتعمق، وینتهی إلى تنبّهات مستجدة والکشف عن جمالیاتها الحدیثة. فتحلیل الخطاب النقدی کمقاربة مستحدثة یلعب دوراً بارزًا فی إزاحة الستار عن وجه إیدئولوجیة صاحب الخطاب. هذا وإنّ توین فان­دایک، الذی یعدّ من المنظرین المتمیّزین فی تحلیل الخطاب النقدی، قدّم أنموذجه الموسوم بـ«المربع الإیدیولوجی» لتحلیل الخطاب؛ فلمربعه الإیدیولوجی أربعة أضلاع حیث یؤکد على تضخیم إیجابیات الذات (أنا) وسلبیات الآخر، وتهوین سلبیات الذات وإیجابیات الآخر. فنظراً إلى طاقة هذا الأنموذج، یتعاطی البحث الحالی دراسة الخطبة الـ25 من نهج البلاغة من هذا المنظور بمنهجه الوصفی- التحلیلی واتجاه تحلیل الخطاب النقدیّ فی ضوء المربع الإیدیولوجی لفان­دایک. فالدراسة هذه تدعونا إلی الاعتقاد بأنّ صاحب الکلام حاول القاء هذه الإیدئولوجیة بأنّه حقّ وحکومته ترمز إلى الصداقة وسلطة الحق، والحال أنّ بنی أمیة علی النقیض منه یقع فی عداد الکذب والبطلان؛ أما الکوفیون یتأرجحون بین الحق والباطل؛ فهذه المجموعة الرمادیة التی علی وشک الانضمام الکامل إلی فریق الباطل تعانی عدم الجدارة، والوهن، والتفرقة، والسرقة والخیانة، فلا بد من تحذیرهم وإنقاذهم من الالتحاق المئوی بجبهة الباطل والسّواد المطلق. وبهذه العقلیة ومع الترکیز علی إیجابیات الذات وسلبیات الآخر وظّف صاحب الخطاب عدّة من الإستراجیات التی تساعده بشکل فنّی علی نقل المفاهیم المعنیة.