موقف الشیخ الطوسی من أسانید الطبری التفسیریة فی التبیان: بین النقل والنقد

Abstract

یهدف هذا البحث الأکادیمی إلى دراسة موقف الشیخ الطوسی (ت 460هـ) من أسانید الطبری التفسیریة فی کتابه التبیان فی تفسیر القرآن، وذلک فی سیاق تحلیل موقفه الوسطی بین النقل والنقد فی العلوم القرآنیة. یرکز البحث على بیان کیفیة تعامل الشیخ الطوسی مع الروایات التفسیریة التی نقلها الإمام الطبری (ت 310هـ) فی جامع البیان، سواء من حیث اعتمادها أو نقدها. یعتمد البحث على المنهج التحلیلی النقدی؛ إذ قُسِّم إلى ثلاثة فصول: تناول الأول الإطار النظری، معرفًا بالإسناد التفسیری وأهمیته ومناهج کل من الطبری والطوسی فی التعامل مع المرویات. أما الفصل الثانی، فقد استعرض مظاهر النقل عند الطوسی، موضحًا نقل الروایات بأسانیدها الکاملة أحیانًا أو بالمعنى أحیانًا أخرى، وکیف حافظ على دقة النقل مع مراعاة اختصار المادة. وخصص الفصل الثالث لتحلیل مظاهر النقد عند الطوسی، من حیث نقده للأسانید التفسیریة ورفضه لما لم یتفق مع مبادئ العقیدة أو العقل، مع إبراز الفروق المنهجیة بینه وبین الطبری. توصل البحث إلى نتیجة رئیسیة مفادها أنّ الطوسی مارس دورًا مزدوجًا: جمع مادّة الطبری التفسیریة بما یوافق معاییر الصحة والتوثیق، ثم نقد تلک المرویات إسنادًا ومتنًا وفق قواعد علم الرجال الإمامی ومعاییر العقیدة الإسلامیة. وقد برز تمیز الطوسی فی ترجیح الروایات الموثوقة وتحکیم العقل فی قبول النصوص، ما جعله یقدم تفسیرًا متوازنًا یجمع بین النقل الموثوق والدرایة المحکمة. یوصی البحث الباحثین والمهتمین بدراسة التطور التاریخی للمناهج التفسیریة بتحلیل مناهج المفسرین نقدیًا، وبالتوسع فی المقارنات بین مدارس التفسیر السنیة والشیعیة، لإظهار التکامل العلمی والاختلاف المنهجی بینهما. کما یشجع القراء والأساتذة على العودة إلى التفاسیر الکبرى مثل التبیان وجامع البیان لتحلیل بنیتها العلمیة ومساهمتها فی ضبط التفسیر المأثور.