دراسة توظیف تقنیة الاسترجاع الفنی فی نهج البلاغه

چکیده مقاله

إنّ الاسترجاع الفني أو الفلاش باك (flashback) يعدّ من التقنيات الأدبية الهامّة التي دخلت من السينماء إلی الأدب. هذه التقنية وإن کانت حديثة العهد في نقد الأدب العربي، لکنّها وُظّفت في النصوص الأدبية القديمة وتعتبر عاملاً محورياً لاتّساع النّص وانفتاحه علی أزمنة مختلفة من الماضي وتجعله أن يصطبغ صبغة روائية. ومن النصوص التي استُخدم فيها هذا الفنّ هي «نهج­البلاغة» للإمام علی (ع)؛ حيث يعثر المتلقي علی بعض الخطب والرسائل التي جاءت کرواية تحتوي علی تقنية السرد الاستذکاري والتحطيم الزمني. لذلك تتعاطي هذه المقالة بمنهجها الوصفي ـ التحليلي عشر خطب ورسالتين من نهج البلاغة لتبيّن فاعلية هذه التقنية علی النص وتأثيرها في تشويق المتلقّي وحثّه علی الميل إلی الحوادث المستذکرة عبر المفارقة الزمنية التي تنتج وراء انتهاك الزمن من الماضي والمضارع والاستقبال. من المستنبط أنّ الاسترجاعات المتواجدة في النصّ المعنيّ أدّت إلی انسجام هذا الکلام وتماسکه ومنح النص طابعا جماليا وفنّيا بالإضافة إلى ما يحمله من دلالات وإشارات،کما أنّه زاد علی أدبية النص وحيوية ذهن المتلقّي. هذا وإنّ الاسترجاعات الموجودة في النّص المعنيّ علی نوعين؛ الخارجية والداخلية. مضافاً إلی ذلك فإنّ الاسترجاعات الخارجية هي من أكثر أنواع الاسترجاعات تردّداً في خطاب الإمام(ع)؛ لأنّها تهدف إلی تنوير عقليّة المتلقّي بتزويده معلومات عن الشخصيات المسترجعة أو الحادثة المستحضرة عبر إزاحة الستار عن ماضي الشخصيات والحوادث.