قصیدة القناع عندالشاعر المصری أمل دنقل

چکیده مقاله

إنّ الشاعر المصری أمل دنقل (1941- 1983) اهتم اهتماماً بالغاً بالقناع فی استدعائه للشخصیات التراثیة، حیث یشکل القناع عنصراً محوریاً فی تجربته الشعریه، وقد أسهم هذا العنصر إسهاماً واضحاً فی تشکیل البنی الفنیة المکوّنة لنصّه الشعریّ. وقد جاء اختیار أمل دنقل لأقنعته مرتبطاً بتطوّرات الواقع التاریخی والسیاسی من جهة، وبتطور وعیه الناجم عن تلک التطوّرات من جهة ثانیة. فالقناع أتاح له فرصة للمزج بین الحاضر والماضی وبین الجدید والقدیم وبین الذات والموضوع وساعده علی أن یتحدّی القضایا السیاسیة والاجتماعیة لمصر والبلاد العربیة؛ إذ لم یکن فی مستطاع الشاعر أن یکون بعیداً عمّا کان یشهده المجتمع العربی من أزمات سیاسیة واجتماعیة. غیر أنّ النصّ الدنقلیّ یطالعنا بأنّه تقنّع بالشخصیات التراثیة المتعدّدة مثل الشخصیّات الدینیة والتاریخیة والفولکلوریة والأدبیة. فنحن اخترنا للدراسة و التطبیق نماذج من الشخصیات التی کان حضورها محوریّاً فی تجربة دنقل الشعریّة،کشخصیة المسیح(ع) للقناع الدینیّ وسبارتاکوس للقناع التاریخی وعنترة للقناع الفولکلوریّ والمتنبّی للقناع الأدبی. ومن أهمّ ما تُنتج هذه المقالة هی أن قصیدة القناع عند الشاعر قصیدة رفض ومقاومة ونضال ومواجهة تنبعث من فکرته التحریضیة، ودفعته هذه الفکرة إلی أن یتقمّص شخصیة الثائرین والمتمرّدین ویتوحّد بهم للوصول إلی کرامة العرب المهدورة وإعادة المجد الضائع، حیث تصبح هذه الشخصیات صنوه ومثیله فی وقوفه بوجه الظلم والخنوع ولو أنهم یعیشون حالة من الهزیمة والخسران نهایة الأمر. فجاءت هذه الدراسة لتسلیط الضوء علی ماهیة القناع أسلوباً ومضموناً عند أمل دنقل؛ إذ لم ‌تکن هذه الظاهرة محور الدراسات النقدیة السابقة ولم تحظ بدراسة شاملة مستقلة.